الاثنين، 29 أغسطس 2011

الرمادي...


ربما هو الضوء الزائد من تركك تعشق ذاك الرمادي ..إنه يصبغ كل الأشياء بذلك اللون القاتل..ليتني استطيع على العيش بتبعثر في كل الدروب ..ليتني اصير رملا لطريق ووردا وشجرا وجدول ماء..ليتني إطلق العنان لكل الوان القزح لتصير درب لك فقط وتسيرعليه ..ليتني أنهض في الصباح وأرى أن مامن عصفورا تلوّن بذلك الرمادي ..وأنه كل شيء صار في صخب ..كفى ماعاد بالبقاء شيء يجدي للبحث في الدروب ، صارت جباهنا تحتضن تعرجات الزمان ..نظراتنا شردت نحو اللابقاء ..ومازلنا نقتفي أثره هو فقط وهو بكل قواه يقتات منا وينهي من ذواتنا البقاء...صار وقت الإنتهاء من كل هذا..وصار إلزاما علينا أن ندرك ماللذلك اللون من جفاء وما صار به من قسوة وجبروت..إنه الجدول هناك سارتحل إلية وأغسل كفي منه وسأعيد لهما لون الحياة ..قد ترافقني في الدرب أيها الطيف ولربما يأتي يوما إلينا بحياة...

الجمعة، 8 يوليو 2011

شهد...

ثبتت نظرها على صورة جدها..قالت..:- " جدو -حبيبي..وأطلقت إبتسامه شوق وقبلةً حارة لصورته و روحة التي كانت حينها تحلق في أجواء المكان وتُسعد بتلك النظرات والبراءه المتناهية..."




غفت عيناها ونامت وكانت قد شردت كثيراً وهي تحملق في الصورة..وما أن استسلمت لسلطان النوم وتمكنت من أن تغمض عينيها حتى بداء وجهها الملائكي أكثر إشراقاً وبهاءً وفرح...بدأت عيناها تسبح في امواج ذكرى صورة صارت مرسومه في عقلها...بدأت جفونها تتحرك بتفحص كي ندرك كل ملامحه...دونما إذنْ أشرق وجهها بأبتسامة واسعة وهي تطمئن أكثر لسلطان النوم ، ويرتخي جسدها الصغير أكثر لتعيش سُبات لذيذ يحرسه ملائكة السماء وجدّها ينظر إليها من سماء عليا...وترتبط ببقايا ذكرى ورثتها من أمها...


ما أروع الطفل وما أسهل وصوله لما يسعده...ما أجمل الشفافيه التي تعيش روحة وتسكن أعماق أنفاسه..أما نحن ...فصار كل الأمر صعب علينا حتى لو أنه بين كفينا وحتى أنه صار فينا صعوبة العيش بشفافية وكل يوم يمر علينا لا ندرك مقدار الغموض الذي تعيشة الحياة فينا...

الثلاثاء، 17 مايو 2011

فنجان قهوتي..وإطلالات الصباح...




في كل صباح أنهض بأمل متجدد وأخطو بخطوات تكاد تكون متثاقلة ومتململة....اتجه نحو الإبريق واصنع كوب قهوة جديد...انحدر في ممرات البيت الضيقة....واتجه ناحية تلك النافذة المقابلة في كل صباح لأول إطلالات الشمس الباردة...ارتشف قهوتي...ابحث عن مذاقها في فمي وأحاول أن ألصقه ببقايا ذكرى في مُخيلتي..أجدني غير قادرة ...انطوي وانسحب من بقية الرشفات واترك الكوب وحيدا يطالع الصباح عبر النافذة...وأنا أواصل السير في دروب الحياة باحثة عن أمل يعيد ما فقدته من ضياء....

الخميس، 28 أبريل 2011

حفلة عُرس..



أي عرس ذاك الذي تترنم الأرض به اليوم، أي أفراح تُقام تحت الثرى ...اليوم قد أتى ...و زُفت حبة القمح إلى أعماق أحضان ذلك التراب...إنني أكاد أسمع كل آيات التبريك وكل دعوات بأن يتم الإنسجام ...هاهي ذي السماء تحشد السحب من كل البقاع وتطل من نافذة السماء كي تنهمر قطرات مطر وتتدحرج مسرعه نحو التراب ...تأتي إلى حبة القمح كي تطمئنها وتمدها بقوة من السماء ...تضع في أعماقها جمالاً لا ينتهي في كل مراحلة وتثبت وجودها في تلك الأحضان...



إنني أكاد أن أراها ها هي ذي تتربع العرش جيداً وتتعرف على كل محيطاتها ...وفجئة في ذات يوم وعند بزوغ الفجر ...وبعد مرور ليالي قليلة من الإلتقاء تشعر بأن أعماقها لن تقدر على الرحيل و أنها تود الثبات...ويخرج أول جنين من أعماقها ويلتقي بحبات الرمال فيحيطها الرمل بحب أكبر ويحتضنها بشده...ويترك لها حرية التصرف والحركه...وتتبرعم وتخرج أول أوراقها من سطح التراب ويتعمق جذرها في أعماق التراب...تبدو نبتة جميلة...تكبر...تزدهر...تقوى...وتشتد...وهاهي ذي تثمر...يالله سبحانك ...إنه إبداع الخالق نتلمسه باعماقنا وعقولنا واراواحنا...ماذلك السر الذي ترتكته في ذاك التراب...وماذلك السحر الذي منحته لتلك البذور...وما أحوج الإنسان أن يدرك كيف له أن يعيش الجمال...