
أي عرس ذاك الذي تترنم الأرض به اليوم، أي أفراح تُقام تحت الثرى ...اليوم قد أتى ...و زُفت حبة القمح إلى أعماق أحضان ذلك التراب...إنني أكاد أسمع كل آيات التبريك وكل دعوات بأن يتم الإنسجام ...هاهي ذي السماء تحشد السحب من كل البقاع وتطل من نافذة السماء كي تنهمر قطرات مطر وتتدحرج مسرعه نحو التراب ...تأتي إلى حبة القمح كي تطمئنها وتمدها بقوة من السماء ...تضع في أعماقها جمالاً لا ينتهي في كل مراحلة وتثبت وجودها في تلك الأحضان...
إنني أكاد أن أراها ها هي ذي تتربع العرش جيداً وتتعرف على كل محيطاتها ...وفجئة في ذات يوم وعند بزوغ الفجر ...وبعد مرور ليالي قليلة من الإلتقاء تشعر بأن أعماقها لن تقدر على الرحيل و أنها تود الثبات...ويخرج أول جنين من أعماقها ويلتقي بحبات الرمال فيحيطها الرمل بحب أكبر ويحتضنها بشده...ويترك لها حرية التصرف والحركه...وتتبرعم وتخرج أول أوراقها من سطح التراب ويتعمق جذرها في أعماق التراب...تبدو نبتة جميلة...تكبر...تزدهر...تقوى...وتشتد...وهاهي ذي تثمر...يالله سبحانك ...إنه إبداع الخالق نتلمسه باعماقنا وعقولنا واراواحنا...ماذلك السر الذي ترتكته في ذاك التراب...وماذلك السحر الذي منحته لتلك البذور...وما أحوج الإنسان أن يدرك كيف له أن يعيش الجمال...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق