
...تتململ في كل شيء تقوم به وترهق نفسها من كثرة التفكير في كل شيء يحدث من حولها ..تمسك بذلك الدفتر وبقلمها الذي قد حدت رأسه..تمضي في الدروب وعيناها تتوه في كل الموجودات ..تتساءل..تطلق تنهيداتها وتذهب لتجلس تحت ظلال تلك الشجرة التي قد عقدت صداقة بينهما...تنسل الشمس خلسة لتحنو عليها وتمرر أشعتها إلى أكتافها لترسل معها شيء من الدفء فبرغم أن الجو في بروده متزايدة يوما بعد الأخر إلا أنها لم تدرك ذلك بعد، وحتى أنها لم تلحظ تلك الغيوم التي قد بدأت في التجمع في ذلك الأفق... ترفع نظرها وتتأمل بعمق لكل ذلك الذي في البعيد ولكل ما قد يمر من أمامها ..تفتح صفحات دفترها وتبدأ في رسوماتها ترسم الجنة التي دوما تحلم بها ..ترسم الوطن الذي دوما توده..ترسم البيت الذي سيحتويها..ترسم العائلة التي ستحتضنها..ترسم وترسم وترسم...وبعد مرور الكثير من الأعوام والكثير من الأحداث عادت لتقلب مفردات كراستها وضحكت ..ضحكت بشده لأنها كانت لم تدرك بأنها ما كانت ترسم إلا المكان الذي كانت فيه...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق