
لا أدري كيف لي أن أعلل الشعور بالاغتراب..وكيف يمكن أن أصف الغربة ..وما تكون الغربة في قواميس حياتنا ..هل هي شيء أساس أو أنها شيء ثانوي لا اعتبار له ...هل تقدر أن تتخلص من الشعور بالغربة و الاغتراب عندما يبدأ بالتسلل إلى أعماقك، أي هل يمكن لك أن تسيطر على ذلك الإحساس وتنهيه؟!..هل لها أسم آخر؟!هل يمكنني أن أنعتها بالوحدة ؟!..أو الأرض التي ليس فيها صديق..أو القلب الذي لا يملك أن يعطي ..أو أنها تعني الحياة الصعبة...أو ماذا يمكن أن نطلق و أن نفسر و أن نشرح...
قد يقول الذي يقطن أرضاً غير أرضه والذي يعيش بين أناس يقل بينهم أصدقائه و أهله إنه يعيش في غربة...وقد يقول آخر بأنه يعيشها لأنه لا يشعر بالانتماء إلى أصدقائه أو أن ذاك الانتماء قد أصيب بشيء من الذبول أو أي نوع من أنواع القشور...و آخر يعرف الغربة من خلال شريكه الذي بات لا يعرف عن حقيقة شخصيته شيء لأن الخلافات التي لم يكن يتوقع وجودها في حياتهما قد ولدت لديهما شعوراً بالغربة عن بعضهما..ويقول الابن إنه يغترب عن أبوية لأن أفكارهم غير متوافقة و إن ترددات صدى أفكارهم بعيدة عن بعضها.
لكني أظن أن الذي يشعر بأمر أنواع الغربة هو ذاك الذي يشعر بها تجاه نفسه..فمهما حاول أن يصطلح معها يجد أن كل المحاولات في نهايتها تبوء بالفشل و أنه مهما حاول أن يشعر بأنه يقطن أرض نفسه يجد نفسه في أرض لا يعرفها...إنه كلما آتى ليتأمل ملامحه في مرآة ما ..يجد أن ملامحه ضائعة في انعكاسات تلك المرآة وزواياها ..لا يدرك مما يتكون شكله أو حتى كيفيته ..بل إنه لا يدرك عباراته التي يتفوه بها ولا يعلم ما مردود أفعاله على نفسه أو حتى على منهم حوله...
من الصعب أن تشعر بغربة عميقة في أعماقك وتجاه نفسك ..من الصعب أن تحيى في الأرض و أنت تؤمن بأن ظلك فيها منعدم ..من الصعب أن تشعر بأن ليس لأنفاسك صدى و أن ليس لنظراتك رؤى لتنظر من خلالها إلى كينونتك...
قد يكون هناك أشياء كثيرة تزيل عنك هذا الشعور وهناك أشياء أكثر تعطيك إحساساً بأن ظلك ليس شاحباً و انك إذا سرت على درب فإن خطواتك ليس من السهل أن تنمحي..وبرغم كل تلك الشهود و الشهادات والقرائن إلا أنك تظل تشعر بذاك الطعم المرير للغربة من نفسك ..من أهلك..من أرضك ووطنك..من أصدقائك..ومن عالمك ، أحلامك، ذكرياتك، أوجاعك، أفراحك..حتى أن الغربة قد طغت على كيانك وصرت تغترب من أدمعك...
ويظل السؤال يلوح في شفق الشمس الراحلة ..كيف لنا أن نودع الغربة ونكون أفراد بلا اغتراب..؟؟!!
قد يقول الذي يقطن أرضاً غير أرضه والذي يعيش بين أناس يقل بينهم أصدقائه و أهله إنه يعيش في غربة...وقد يقول آخر بأنه يعيشها لأنه لا يشعر بالانتماء إلى أصدقائه أو أن ذاك الانتماء قد أصيب بشيء من الذبول أو أي نوع من أنواع القشور...و آخر يعرف الغربة من خلال شريكه الذي بات لا يعرف عن حقيقة شخصيته شيء لأن الخلافات التي لم يكن يتوقع وجودها في حياتهما قد ولدت لديهما شعوراً بالغربة عن بعضهما..ويقول الابن إنه يغترب عن أبوية لأن أفكارهم غير متوافقة و إن ترددات صدى أفكارهم بعيدة عن بعضها.
لكني أظن أن الذي يشعر بأمر أنواع الغربة هو ذاك الذي يشعر بها تجاه نفسه..فمهما حاول أن يصطلح معها يجد أن كل المحاولات في نهايتها تبوء بالفشل و أنه مهما حاول أن يشعر بأنه يقطن أرض نفسه يجد نفسه في أرض لا يعرفها...إنه كلما آتى ليتأمل ملامحه في مرآة ما ..يجد أن ملامحه ضائعة في انعكاسات تلك المرآة وزواياها ..لا يدرك مما يتكون شكله أو حتى كيفيته ..بل إنه لا يدرك عباراته التي يتفوه بها ولا يعلم ما مردود أفعاله على نفسه أو حتى على منهم حوله...
من الصعب أن تشعر بغربة عميقة في أعماقك وتجاه نفسك ..من الصعب أن تحيى في الأرض و أنت تؤمن بأن ظلك فيها منعدم ..من الصعب أن تشعر بأن ليس لأنفاسك صدى و أن ليس لنظراتك رؤى لتنظر من خلالها إلى كينونتك...
قد يكون هناك أشياء كثيرة تزيل عنك هذا الشعور وهناك أشياء أكثر تعطيك إحساساً بأن ظلك ليس شاحباً و انك إذا سرت على درب فإن خطواتك ليس من السهل أن تنمحي..وبرغم كل تلك الشهود و الشهادات والقرائن إلا أنك تظل تشعر بذاك الطعم المرير للغربة من نفسك ..من أهلك..من أرضك ووطنك..من أصدقائك..ومن عالمك ، أحلامك، ذكرياتك، أوجاعك، أفراحك..حتى أن الغربة قد طغت على كيانك وصرت تغترب من أدمعك...
ويظل السؤال يلوح في شفق الشمس الراحلة ..كيف لنا أن نودع الغربة ونكون أفراد بلا اغتراب..؟؟!!
جميلة ومعبرة ولكن يائسة ومش هقدر اقول غير ....................
ردحذفكلمات رائعه جداً ولقد اعجبني طريقة سردها وتناسق الكلمات اتمنى لك مزيداً من التقدم
ردحذف