اليوم في مكتبه العتيق ومع فنجان قهوته المزين بشقوقٍ على جانبيه لتحكي عن مرور أزمان عليه ..ولحيته التي تمادى فيها ذاك اللون الوقور ..و عيناه التي شعت بأمل أكبر من الذي كان فيهما عندما كان صغير..رمى نحوي بورقه أطرافها أكلتها منذ سنين السنة من نار وحبرها صار باهتٌ ممحو في بعض الكلمات..وقال لي:..هي أول رسالة حب أكتبها لفتاة..أقرئيها وبعدها سنتحدث...
أخذتني لهفتي وفضولي لفتحها قبل أن تمدد حتى يدي إليها...وفتحتها أحاول أن أشتم بقايا عبق عطر ٍفيها غير أني لم أجد...حاولت أن أجد فيها خطوط مرتعشة من ارتباك حينها ..ولم أجد.. حاولت أن أسمع من خلال كلماتها تنهيدات محب..ولم أجد..وجدت فيها كلام لا يشبه الكلام الذي يكتبه العاشقون لمن أحبوا ...ولا لمن قد كوتهم نار الحب عندما يبدأ ويتقد...وجدت فيها شوقٌ ليس لحبيبه وإنما لأرضٍ أرتحل عنها يوم كان ما يزل يرضع من أمه لبنٌ تكون من خبز وماء وهواء ..لكنها جميعاً لم تكن من الوطن...وكانت من أرض غيرها وبعيدةً عنه ..و رأيت في كلمات تلك الورقة ألم عجيب وحنين أعجب للعيش في حقيقة ذلك الألم ...
وبدأت أدرك أن هواه لتلك الفتاه كان هوىً لذلك الوطن..وأن اشتياقه لها كان كذلك اشتياق لدار أهله الذي حطمه يوماً غثاء سيل ..وهكذا عبّر لفتاته عن حبه لها بتذكره لكل ما حُرم منه في ذلك الوطن..لكنه نسي أن يعبر لها عن ذاتها ووجودها وكيانها ..ولم تستطع أن تدرك بأنها تعني له الوطن..وتركته يقاسي آلام بعده عن وطنه وحبه..و انتهيت من قرأت وريقته و أعطيتها له ثانيه وتمنيت بأن أقول له: سيدي..ماكان أسعدها لو أنها عرفت أنك أحببتها كما أحببت يوماً الوطن...
أخذتني لهفتي وفضولي لفتحها قبل أن تمدد حتى يدي إليها...وفتحتها أحاول أن أشتم بقايا عبق عطر ٍفيها غير أني لم أجد...حاولت أن أجد فيها خطوط مرتعشة من ارتباك حينها ..ولم أجد.. حاولت أن أسمع من خلال كلماتها تنهيدات محب..ولم أجد..وجدت فيها كلام لا يشبه الكلام الذي يكتبه العاشقون لمن أحبوا ...ولا لمن قد كوتهم نار الحب عندما يبدأ ويتقد...وجدت فيها شوقٌ ليس لحبيبه وإنما لأرضٍ أرتحل عنها يوم كان ما يزل يرضع من أمه لبنٌ تكون من خبز وماء وهواء ..لكنها جميعاً لم تكن من الوطن...وكانت من أرض غيرها وبعيدةً عنه ..و رأيت في كلمات تلك الورقة ألم عجيب وحنين أعجب للعيش في حقيقة ذلك الألم ...
وبدأت أدرك أن هواه لتلك الفتاه كان هوىً لذلك الوطن..وأن اشتياقه لها كان كذلك اشتياق لدار أهله الذي حطمه يوماً غثاء سيل ..وهكذا عبّر لفتاته عن حبه لها بتذكره لكل ما حُرم منه في ذلك الوطن..لكنه نسي أن يعبر لها عن ذاتها ووجودها وكيانها ..ولم تستطع أن تدرك بأنها تعني له الوطن..وتركته يقاسي آلام بعده عن وطنه وحبه..و انتهيت من قرأت وريقته و أعطيتها له ثانيه وتمنيت بأن أقول له: سيدي..ماكان أسعدها لو أنها عرفت أنك أحببتها كما أحببت يوماً الوطن...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق