الاثنين، 29 ديسمبر 2008

هل الكل يرى؟!...

كثيراً ما نسير في الأرض هذه..في الأزقة وفي الشوارع وكثيراً ما نطرق أبواب الغيب لنعرف إلى أين تمضي بنا خطواتنا التائهات ..نسير دون إدراك ويأتي شيء من عتمة الغيب نراه أمام أعيننا ليبث فينا شيء من المعنى الحقيقي للحياة..
...يوماً كنت أسير في ذلك الشارع الذي تقطنه عليّه من القوم وكثيراً من أولئك الذين يعيشون حياة مترفة..وبين تلك الزوايا المظلمة لذلك الشارع المترف..رأيت عدة أطفال تتراوح أعمارهم مابين السابعة أو الرابعة حتى إلى الثالثة عشر قد يزيد وقد ينقص..يحملون في أعماقهم شيء من الأسى و الحزن بل الكثير منه ويحملون ألم و أمل معاً..يسعون وراء لقمة العيش ويبحثون بين كل المارين عمن يحتضن رؤاهم المرهقة وأيديهم التي قد تعبت إما من كثرة ما سألت الناس صدقة أو من كثرة العمل...وظهر ذلك الفتى من بينهم يحاول أن يكون جديد، أن يكون من ذلك العالم ..لحظته وكانت على جبينه ترتسم تلك الرؤى وذلك الشيء الذي لم أفهم،ذلك الشيء من المعرفة الحقيقية لكل ما قد صار إليه..لديه خطوط عريضة واضحة لكل العيان على جبينه...على جبهته خطوط كتلك التي قد حُفرت لأعوام كثيرة وطويلة في جبين رجلٌ مسن ...يا الله شيء غريب ذلك الشيء الذي اجتاحني ..شعرت بغصة ..وشعرت بظلم الحياة ..وشعرت بأنه ما من شيء حقيقي يدعني أأمن في هذه الحياة..أين والداه ..أين أهله ..أين كل الذين قد يهتموا لأمره..أين نحن و أين هم و أين الحياة ..أكتفي من الحياة بأن أمضي فيها بدون جراحٍ مني قد أتسبب بها لغيري..يا الله كن في عوني و لا تجعل مني شقيه في هذه الحياة التي قد سئمت حقاً...

السبت، 27 ديسمبر 2008

ليس لنا سواكـــــ...


لا أنعم بذلك الهدوء في الأعماق..هل الكل كذلك لا ينعم بذلك السكون؟ أم أني قد أفرطت في كثرت الذنوب حتى لم يعد قلبي يستطيع التعرف على ماهية الاطمئنان؟ يا الله ...تقتلنا كل يوم ألف ألف نظره وتكسر في أعماقنا ذلك الشعور بالانتماء...يسود الأرض شيء من الغبار الذي يعدم الرؤيا الواضحة ...نحن ما عدنا كما عهدنا أنفسنا، فكل يوم يأتي علينا نكُن فيه إنسان أخر غير الذي عرفناه البارحة وغير الذي سيأتي في الغد...
...أسمع خطوات تتسلل إلى الدرب الذي أمشي فيه..أسمع أرواح تود أن تقطن بلاد أفكاري.. وتلتحف سماء عباراتي..أسمع أنين ..أسمع ضحكات..أسمع بكاء..أسمع تناهيد..أسمع عَبراتٌ تسقط بلا وجودٌ يكترث لها..
هل نكتفي فقط بوجودنا في الحياة؟...هل يجب أن نترك دائماً أثر لكل ما نعمل وكل ما نعلم؟...هل نكتفي بشعورنا بعدم الرضاء؟ هل نكتفي بتمنينا بأن نسير يوما على الدرب السوي؟ هل نكتفي بحزننا على ماضينا؟ هل نكتفي بسؤالنا عن "هل نكتفي"؟..........................سئمت ذلك الروتين الذي قد سيطر على كل شيء نقوم به حتى و أن بدأنا شيء جديد في حياتنا غير أنّا نكتشف بوجود الروتين أصلا فيه..يا الله ...الحياة يكمن فيها سر كبير ..سر عميق..وسر ليس منه ألذ..ربي كن في عوني كي أصل إلى أبعد مدى في تلك الأسرار ..كن في عوني حتى أمضي في الحياة و أنا أرى أخر الطريق و أرى رضاك عني في منتهاه..يا الله..كثرت ذنوبي وما عدت أطيق ذنوبي، وما عدت أطيق ذنوب قومي ..ربي اجعل لنا من رحمتك ما يساعدنا على انتشال أنفسنا من أوحالنا..وما يقوينا على البدء في أخذ أنفاسنا والسير نحو سموات أرواحنا ..ربي أني وقومي أصابنا الضعف وليس لنا سواكـــــ....

الأحد، 14 ديسمبر 2008

بعض من قطرات مطر...

كم من اللحظات الجميلة التي نمر بها في كل وقت وفي كل أوان..من الذي يقدر على لمح تلك القطرات-قطرات المطر- وهي ترمي بنفسها من علو شاهق دون أن تأبه إلى أين و إلى من..ترتمي فقط لأنها تعلمت أن تقوم بهذا العمل وترمي معها في كل نقطه تستقر عليها بذلك الخير اللانهائي وذلك الجمال الأزلي..سبحان الله إذ أنه ربي رغم كل الذي يصدر منا نحن البشر إلا أنه لا يستطيع إلا أن يكون رحيم عطوف بنا..يرسل الكثير والكثير من النعم ..يكفي للفرد أن يعيش لحظات من الاسترخاء العميق مع ذلك الصوت الصادق..آييييييييييه كم تنقصنا الأصوات الصادقة..والعبارات الصادقة..و النظرات الصادقة..كم ينقصنا وجود الصدق في حياتنا ..أحمد الله إذ جعلني أستطع أن أشعر بذلك الجمال المختفي بين كل تلك القطرات لألحظ تلك الطيور الصغيرة وهي تلعب مع كل قطرة وتحمد الله على كل قطرة..كم صارت الطيور سعيدة بتلك القطرات الحانية وكم أصبحت الأشجار جميلة ،كُسيت بذلك اللون الدافئ وذلك الجمال الهادئ ..سبحان الله..ألم يلحظ أحدٌ منكم كم تصبح الأشجار فخورة ولديها من الغرور المحبب إلى القلب وهي تتلقى نعمة السماء وتسعد كثيراً لكل ذلك الماء المنهمر على كل وريقة في أغصانها...يا الله ما أجمل تلك الأشجار التي قد عفا عليها الدهر وما عادت تنبت و لا تزهر..عندما تنهمر عليها القطرات وتحنو عليها الرياح..آييييه ما أسعد كل تلك المخلوقات وما أشقاك يا بشر..حقاً مبتلى أنت في هذه الحياة و إن لم تستطع أن تنقذ نفسك من كل المتاهات التي تصبح كل يوم فيها فواسفاه على تلك الحياة التي وهِبت لك....

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

ثم ماذا بعد أن نفقدها؟!...

تفتقر حياتنا كثيراً للبساطة التي بدأت في التلاشي بشكل ملحوظ من مجتمعاتنا ومن عالمنا.. ومن أرواحنا ..كل شيء أصبح يُقنن وبدأ يأخذ شكل غير الذي لطالما عرفناه ...والذي دوما نود معرفته..حتى أطفالنا بدأنا بتقنينهم..بدأنا بجعلهم دمى تفتقر للحرية..تفتقر للبراءة..تفتقر حتى لأبسط معاني البساطة..يا الله.. اليوم في تلك الطريق وفي تلك المرتفعات وتلك الهضاب..تلك الجبال الشامخات ..جميعاً وكل شيء يعيش ببساطة ..يعيش بعفوية،يعيش برضا لدورة في الحياة..إلا الإنسان..يبحث دوماً عن إطار يضع فيه كل تصرفاته و أفكاره ..ما أجمل الأشجار وهي تتناغم مع هبات الرياح..تتمايل وتنثني ، ولو أن الريح كانت عاتية لحنت لها أغصانها و حتى الجذوع..وللامست أوراقها قيعان الأرض ولكسرت نفسها حتى لو أضطرها الأمر..ولكن الإنسان ..إييييية ..إيييية ...يتجبر..يتكبر..يُنكر..يجحد..يُذنب..ويتناسى واجباته وما هو ملزم علية..يا الله..الإنسان أكرم ما خلقت على وجه المعمورة ولكنه حين يبدأ في نكر مهمته ويبدأ في الضياع بين المعاني والقيم ويبدأ بترك الإنسانية ويبدأ بجلد الآخرين ويكون عليهم رقيب ويترك نفسه لهواها ..يتحول إلى شيء بدون معنى وبدون قيمة وبدون غاية..يتحول إلى عدمْ ..إلى سراب..إلى لا شيء مذكور...
ربي أرتجيك بأن لا أكون من أولئك الذين ينكرون معنى الحياة وينكرون بساطة الحياة..ربي لا أود أن أكون شيء لا يذكر..أود أن أعيش إنسانه..و لا شيء غير أن أكون إنسانه...

الأربعاء، 3 ديسمبر 2008

عقدة "الكمال" لدى الرجل

مجتمعنا وكثير من المجتمعات أو حتى أكاد أن أجزم بأنها كل المجتمعات بما في ذلك الغربية تحوي في أعماقها البعيدة ذات العقدة غير أن ذلك يتفاوت في الظهور على السطح وعلى تأثر حياة الأفراد المباشر أو الغير مباشر بذلك الشيء وبذلك الفكر ..تُرى دائما المرأة بتلك النظرة الناقصة من قبل الرجل أو حتى في أوقات كثيرة من قبل الإناث الأخريات من نفس جنسهن ..ما هو السر في جعل المرأة بتلك المنزلة برغم مقدرتها العقلية والجسمية التي تكاد تكون لا بأس بها غير أن كل المجتمعات تنفي قدرتها حتى على تحمل ابسط الأشياء وعدم قدرتها على الحكم على الأشياء ...ويزيد على ذلك بأنها حتى لو أعطت رأي سديد وفيه حكمة إلا إنها تجد كثير من السخرية وكثير من الهزل وكثير من التطنيش...
هل الرجل دائما على صواب؟..هل يحق للرجل ما لا يحق أبدا للمرأة ؟..هل يجب أن يكون الرجل دائما هو صاحب الكلمة الأخيرة في كل شيء يتعلق بحياة المرأة وفي كل شيء دون إستثناء ؟...هل يعني الرجل الكثير للحياة بينما هي لا تعني أي شيء ذو قيمه؟..هل أحد أستطاع أن يرى كم من تصرفات حمقاء قام بها الرجل ودون الاكتراث للعواقب أو للأثر؟...هل سيسامح الله الرجل إذا أرتكب ذنب ولن يغفر للمرأة ؟..هل سيكون لدى الرجل منزله أعلى من المرأة في جنة الله ؟..هل ستحاسب المرأة قبل الرجل أو بطريقه أقسى مما سيحاسب الرجل في يوم البعث؟...
ألا يتذكر أحدكم بأن الله يرى الخلق كلهم سواسية كأسنان المشط...تفسيرات عديدة وكلها على هوى الرجال وما أرادوه أن يحصل وان يحدث للمرأة في حياتها ..هي الأم التي كابدت آلام كثيرة وعديدة في الحمل والوضع والرضاعة و الاهتمام..والرجل أين هو من كل ذلك؟؟؟؟!!!!!!...هي الزوجة التي تتناسى ذاتها لتكن الخليلة وتكون الرفيقة وتكون الحبيبة وتتناسى كيانها كي تكون كما يريد الزوج وكما يحب..وهو الرجل اين هو من كل ذلك بعيد كل البعد إلا من لحظات يتذكر فيها إنسانيته وتنعدم تلك اللحظات في ذات اللحظة التي يتذكر فيها إنسانيته ؟؟!!...هي الأخت التي تتباهى بسندها في الحياة والتي ترى كل ما في الحياة لا يعني شيء بدون أخوتها ...والرجل أين هو في كل ذلك ..هو في موقع المسيطر المتحكم الآمر الناهي حتى أنه قد يكون الشاك في كل تصرف من المرأة...هي الابنة التي ستقبل بأياً كان من أبيها والتي ستطيعه بدون اعتراض والتي ستسير على نفس خطوات رسمها أباها لها دون أن تحيد أبدا عنها...لكن أين الرجل ..الرجل لديه عقدة الكمال في كل شيء يقوله ويحس به ويفكر فيه ويصل إلى نتائجه ..الرجل يظن بنفسه الكثير ويبحث عن أصغر هفوات المرأة أيا كانت تلك المرأة أم، أخت، زوجة، ابنة أو حتى فتاة لا يعرف من تكون.. وذلك لا يدل على غلط في المرأة بل شيء ذو تركيبه مغلوطة في الرجل...
هل ما تزل كلماتي تعني لكم الهزل؟؟؟ لا أكترث لأي منكم حقا لأني أعقل منكم جميعا أيها الرجال لأني أعلم علم اليقين بأن الكمال ليس لنا نحن البشر سواء رجال أو نساء هو لله خالق الأكوان ورب هذه الحياة والكمال أبدا لن يكون لأي مخلوق ..لديكم مني إذنٌ مفتوح حتى تهزءوا مني جميعا كوني تحدثت بكل ذلك الكلام وأنا على ثقة بأنكم ستقولون المرأة ينقصها العقل ..ولكن حينها تأكدوا بأن كمال العقل ليس أبدا للرجل ولن يكون وإنما هي مسألة إنسانيه ومسألة منطق وعقلانيه وإدراك ووضوح مع الذات ومع الغير وهذا كله مالا يستطع أي -أو دعوني أقول مالا يستطيع كل- الرجال بأن يكونوا عليه...

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

مذكرات..

بدأت بكتابة مذكراتها التي طالما حلمت بأن يكون لها واحده يوماً ما بدأت وأدركت ساعتها لما كل مرة كانت تؤجل ذلك العمل وكانت ترجي كل ذكرياتها وكل مذكراتها إلى أعماقها لتتركها هناك في البعيد حيث لا أحد يستطيع الوصول إليها لتكن في أمان وفي سكنية.. يبحث عنها الجميع وتبحث هي عنها ..بدأت تتوارد إلى خاطرها كل أحداث الماضي والحاضر وما سيأتي في المستقبل..بدأت تكتب وتكتب وتكتب إلى أن وصلت لتلك النقطة التي لطالما قد كسرتها مرات عديدة حتى وإن كان بتذّكر فقط...وضعفت وبدأت يداها بالارتعاش وعيناها تغرورق بالدمع ..ولكن حينها صرخت من أعماقها صرخت بقوة ونهضت ونفضت عن حالها ما كانت علية وكسرت ذلك الحاجز الذي لطالما شكل لها نقطة ضعف سيطرت عليها كثير من المرات وكثير من اللحظات التي قتلت في أعماقها شعور الفرح أو حتى شعور الحزن..

كتبت كل ما ورد إلى خاطرها ونظمت كل كلماتها ورسمتها على الورق كما لو أنها عقد وبدأ أحد بنثر مجوهراته عليها..كانت كل كلمه تحكي عن قصص وأحداث وكانت كل كلمة قادرة على جعل الفرد منا يبحر في مجلدات من المعاني التي تتضمنها...كتبت وكتبت وكتبت ولم تكل يوما ولم تتوقف أبداً ..حتى اليوم وأنا أقراء مذكراتها وكأنها جديدة وكأنني لأول مرة أقرأها ..تعلمت منها بأن الفرد منا يجب أن يواجه مخاوفه و أن يقف أمامها بثبات وبقوة وبحزم وأن يكسر ذلك الحد الذي سيقف عنده كثير وإلا فأنه سيترك الفرصة لكل تلك الأوهام بأخذ الفرصة وبسحق الفرد منا ..أتمنى حقاً أن أقف وقفة جادة أمام كل مخاوفي وأن أكسرها و أمحو كل أثر لها من حياتي..كما حدث معها تماماً..